languageFrançais

المتحدث باسم منتدى الحقوق الاجتماعية: السلطة سطت على شعارات المحتجين

اعتبر المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر في برنامج ميدي شو اليوم الأربعاء 6 ديسمبر 2023، أنّ الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشق المجتمع التونسي مسّت كل الاجسام الوسيطة بما في ذلك المنظمات لكن رغم ذلك ما يزال المجتمع المدني يدافع ويحاول تقديم الحلول ويطرح الدراسات.

وبيّن أن تحركات رئاسة الجمهورية وتبنيها للقضايا التي يدافع عليها المجتمع المدني على غرار الحق في التنقل والتعليم والصحة والدور الاجتماعي للدولة، لا يسحب البساط من تحت أقدام المنظمات والجمعيات. لكن محدّثنا يرى أيضا أنّ المطلوب من صاحب القرار هو اتخاذ القرارات لتغيير السياسات العمومية التي ينادي المجتمع المدني بتغييرها لا التعبير بدوره عن سخطه منها.

وقال: ''سطو السلطة على شعارات المحتجين خلق حالة من الارتباك للمحتج وهو ذكاء من طرف صاحب السلطة''. 

ويرى بن عمر أنّه منذ 25 جويلية أصبح هناك محاولات لتكريس ''الحل الفردي'' وجعله ''الحلّ الوحيد للخروج من الأزمات و''جعل كل عمل جماعي مشكوك في جدواه'' .

وتابع: ''هناك محاولات أيضا للاحتواء الناعم للتحركات الاجتماعية ويتجلى ذلك من خلال دعوة المحتج مباشرة من رئاسة الجمهورية أو مستشاري الوزراء لايجاد حل لمشاكله وهو ما يطلق عليه ''العلاقات الفردية'' التي تمكنت للأسف من تفكيك بعض الاحتجاجات''. 

كما كشف ضيف ميدي شو عن ''استقطاب بعض ممثلي المحتجين وانتدابهم لكسر سلسلة الاحتجاجات، لكن رغم ذلك ماتزال الاحتجاجات موجودة لكنها أيضا معزولة، وفق تعبير ضيفنا.

أما بخصوص مبادرة الإنقاذ الوطني التي شارك المنتدى في صياغتها بالتعاون مع عدد من المنظمات الأخرى، أكّد محدّثنا أنّ بنودها وخطوطها العريضة ستبقى صالحة لفترة زمنية طويلة رغم عدم الكشف عن فحواها ''.

وأوضح بالقول: '' الوضع السياسي لا يوفر الممهدات لنجاحها فخيرنا عدم الكشف عن فحوى المبادرة لكنها تبقى صالحة حتى لـ10 سنوات قادمة وهي تتضمن ما يريده التونسيون اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا''  .

تونس تحوّلت إلى لاعب رئيسي في المقاربة الأوروبية لمقاومة الهجرة غير النظامية

وفي معرض حديثه عن الهجرة غير النظامية، بيّن بن عمر أنّ المشاورات بين تونس والاتحاد الأوروبي بخصوص مذكرة التفاهم متعثرة، حيث تحوّلت تونس إلى لاعب رئيسي في المقاربة الأوروبية لمقاومة الهجرة غير النظامية ونقلت أوروبا أزمة الهجرة لبلدان العبور وبلدان الانطلاق وتونس أحسن مثال على ذلك.

وقال: '' تم عزل المهاجرين على الحدود ووقع منع وصول الامدادات الطبية والغذائية لهم والامر موثق لدى مصالحنا في صفاقس، وفي العامرة  تحديدا ''. وتابع: ''منذ 24 نوفمبر تاريخ تدمير القوارب والمواجهات بين الامن والمهاجرين أصبح هناك حملة ممنهجة لنقل المهاجرين الى الحدود مع الجزائر وليبيا وعزلهم''. 

وأضاف: ''المخطأ يتحمل مسؤوليته لكن تونس تمارس عقابا جماعيا على أساس اللون وهؤلاء بينهم نساء وأطفال وعديمو جنسية وطالبو لجوء ونحن ندعو الى استجابة إنسانية لا أكثر وعدم ترك المعالجة في يد وزارة الداخلية فقط ''.

وتابع: ''التونسيون يعبرون عن رفضهم مما يحصل في غزة ومنع سلطة الاحتلال من وصول المساعدات الى المدنيين في المقابل يمارسون الشيء ذاته مع المهاجرين على الحدود''.

ودعا بن عمر إلى عدم تهويل الأوضاع في صفاقس وجعل المهاجرين ''خطر'' يهدّد الأهالي، كما دعا إلى توفير خيام لإيوائهم وعدم انتهاك كرامتهم ومنع حقهم في الحياة فقط لأنّهم من أفريقيا جنوب الصحراء، قائلا في هذا السياق: ''نساء وحوامل وأطفال يعيشون تحت أشجار الزينون في الأجواء الممطرة والبرد، مع العلم أن الدولة وظّفتهم لجمع صابة الزيتون ''.

كما دعا بن رمضان الدولة الى قطع أي تعاون أمني في مجال الهجرة مع أوروبا والتصعيد وإلى إيجاد حلّ مع الجزائر التي تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في خلق الأزمة .